صندوق التنمية والتشغيل .. الإدارة والحلول
د. محمد خالد العزام
11-05-2022 09:41 PM
من المؤكد أن العامل الوحيد الأكبر في تحديد شرعية الحكومات والمؤسسات سواء كانت عامة أو خاصة هو مقدار الرضا النفسي للمواطنين في تنفيذ الاستراتيجيات والسياسية العامة، ولعل التوعية السياسية بإشاعة مناخ ثقافي ناقد يحترم الرأي والرأي الآخر مع تسليط الضوء على بعض إدارات الدولة الناجحة والقائمين عليها منها إدارة صندوق التنمية والتشغيل.
ومن خلال تتبعي لأنشطة صندوق التنمية والتشغيل وخاصة في مرحلة انتشار وباء كورونا وما بعدها وجدت أن إدارتها قد حققت الرجل المناسب في المكان المناسب في الإدارة الإقتصادية والإجتماعية لما يتمتع فيه مديرها الأستاذ منصور وريكات من سمعة علمية طيبة وإدارة عمل فيها الريادة والعمل الجماعي.
فالمتتبع لعمل الوريكات يجد فيه الإدارة الناجحة والجودة والإتقان في عمله وخاصة وأننا نعيش في زمن السرعة والتطور والثروة المعرفية والتقدم التقني في ظل التنافسية الدولية في تحقيق الريادة والإبداع ومسايرة التكيف مع متطلبات العصر .
ومما لا شك فيه أن الأردن بعد إنتشار وباء كورونا قد عانى مواطنوها الويلات والأزمات الإقتصادية جراء تلك الأزمة من إغلاقات للمحال التجارية والمشاريع لمدة طويلة قد انعكس على جيب المواطن وسبب له العديد من الأزمات منها الإقتصادية وتراكم العديد من الأقساط وخاصة المواطن المقترض لمشروعه من الصندوق والبنوك التجارية وقد ساهمت إدارة الصندوق في التخفيف على المواطن من خلال الإجراءات التخفيفية التي قدمها الصندوق للتخفيف على المقترضين من تداعيات جائحة وكورونا والتي شمل تأجيل سبع عشرة قسطًا للمقترضين قدرت قيمتها بحوالي (30) مليون دينار دون أن يترتب على هذا التأجيل أي فائدة أو غرامة، إضافة إلى السماح للمقترضين بإعادة جدولة قروضهم ضمن معايير سهلة وميسرة ، فقد ساعد المواطن ووقف إلى جنبه في وقت ضيقه وهذا يدل على إدارته الناجحة من أجل إستمرار عمل المواطن والعودة إلى تسديد القروض المترتبة عليه وساعد كذلك في التخفيف من نسبة البطالة نتيجة إستمرار عمل المواطن في مشروعه .
لذا كان صندوق التنمية والتشغيل من أحد أدوات الحكومة في التصدي للأزمة الإقتصادية جراء أزمة كورونا مع ظاهرتي الفقر والبطالة حيث ساهم الصندوق على مدى السنوات الماضية في تقديم التمويل اللازم لعشرات الآلاف من المشاريع الصغيرة عبر مسيرته التي بدأت مع بدايات التصحيح الإقتصادي في بداية التسعينات من القرن الماضي عبر مسارين للتمويل هما الإقتراض المباشر والذي يقدم من مقر الصندوق وفروعه ونوافذه الإقراضية أو عبر الإقتراض غير المباشر من خلال الهيئات التي إعتمدها الصندوق لتقديم التمويل نيابة عنه.
إذ يعمل الصندوق على توعية وتشجيع وتمويل الفقراء وذوي الدخل المتدني والعاطلين عن العمل من أجل إقامة مشاريع خاصة بهم في المجالات الصناعية أو الحرفية أو الخدمية أو السياحية من حل بعض مشكلات البطالة التي يعاني منها الشباب الأردني وخلق فرص عمل لهم مستدامة تدر عليهم دخلا مناسبا ويخلق تنمية إقتصادية وإجتماعية بدلا من إنتظار الوظائف التي أصبح من الصعب الحصول عليها نتيجة التخطيط من قبل الحكومات المتعاقبة التي لم تضع على سُلم أولوياتها موضوع البطالة عند الشباب والشراكة مع القطاع الخاص , فالبطالة بين جيل الشباب بحاجة ماسة لوضعها على سُلم التحديات الوطنية .
لذا أهم ما يستوجب علينا التركيز عليه ونحن ندخل المئوية الثانية من تاريخ دولتنا الأردنية وهو إختيار القيادات بناء على الكفاءة والمهنية والحيادية وحب الوطن , فالوريكات قامة أردنية عملاقة من حيث العلم والإدارة وقاموسه لا يتضمن إلا مفردات النجاح والإنجاز والتميز والإبداع , يصنع من العجز قوة ولا يتردد في الإعتراف بالخطأ والتقصير وإن حدث تراه يبادر في تصويب كل ما هو خطأ ويسعى لإزالة الشوائب ويسعى من خلال إدارته الناجحة القائمة على روح العمل الواحد والجماعي القائم على الشفافية والمساءلة وقياس المخرجات والتركيز على جوامع النتائج وتقييمها وكما وجدت فيه حب مساعدة كل مواطن يسعى للبحث عن تمويل يؤمن له مصدر رزق له ولعائلته , فتلك الإدارة والعناصر القيادية كأمثال الأستاذ منصور الوريكات نحن بحاجتها في هذه المرحلة القادرة على العمل والتغيير نحو الأفضل.
لذا عندما يتعلق الأمر بالتحديات والأزمات من النوع الذي نواجهه اليوم فإن إصلاح الإدارة من الناحيتين النظرية والعملية يشكل الأولوية الأولى في مجمل عملية الإصلاح والتغيير من أجل التعافي والنهوض والتقدم إلى الأمام وهذا ما وجدناه في صندوق التنمية والتشغيل الذي نفخر به وبإدارته , شكرا للأستاذ منصور الوريكات وشكرا لكل منتسبي صندوق التنمية والتشغيل .
والله من وراء القصد
المصدر : وكالة عمون الاخبارية
https://www.ammonnews.net/article/680961